بناءٌ مكعّب تقريبًا؛ ولهذا سميّت بـ الكعبة، وزواياها أربعة والعرب يسمون الزوايا بالأركان وينسبونها إلى اتجاهاتها، هناك أربعة أركانٍ للكعبة المشرفة، أطلق على كل ركن منها اسم يعود لدلالة معينة، فهناك الركن العراقي، والشامي إلى جانب الركن اليماني، إضافة إلى ركن الحجر الأسود، الذي يوجد به الحجر نفسه، وعلى مقربة منه باب الكعبة الذي يفتح مرتين في العام، دون أن ننسى حِجرَ إسماعيل الذي يعد جزءًا من الكعبة نفسها. اختصت الكعبة المشرّفة بفرضية التوجّه إليها في جميع الصلوات، فهي قبلة المسلمين في كافة أنحاء العالم ولاتصح صلاة أحد إلا باستقبالها. والكعبة أول بيتٍ وضع للناس قال جلّ في علاه: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ). بكة تعني البيت الحرام ويقال أنها تعني مكة المكرمة. يطوف حولها ضيف الرحمن سبعة أشواط بجعل الكعبة على يساره بمحاذاة الحجر الأسود، طائفًا إما أن تكون تحيةً للمسجد الحرام أو لأداء مناسك الحج أو العمرة..
مرّت الكعبة على مر العصور بأربعة مراحل بعد أول بناء لها من قبل آدم عليه السلام وهي: بناء إبراهيم الخليل عليه السلام قواعدها مع ابنه إسماعيل عليهما السلام بعد حادثة الطوفان، في وادٍ غير ذي زرع، ودعا لأهلها بالبركة وأن يرزقهم من الثمرات، وأن يجعله حرمًا محرمًا آمنًا، فاستجاب الله دعاء خليله، بناء قريش، بناء عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، بناء الحجاج بن يوسف الثقفي. وشهدت الكعبة لاحقًا مجموعة من الإضافات كالكسوة التي تتغير مرة واحدة كل عام في صباح يوم عرفة الموافق للتاسع من شهر ذي الحجة، إضافة للميزاب والشاذروان. رفع سقف الكعبة المشرفة 49 قطعة من شجر التيك الذي تم إحضاره من بورما وتمت معالجته في جدة حتى تم تجفيفه وتخفيض نسبة الرطوبة به وتم توزيعه على جدران الكعبة من الداخل بالتساوي حتى يتم رفع السقف. وتنمو أشجار التيك التي يصل ارتفاعها 45 متراً في الغابات الاستوائية بجنوب شرق آسيا ويعتمد عليها في صناعة السفن والأثاث عالي الجودة لصلابتها ومقاومتها للماء واحتوائها على مادة دهنية تقاوم الحشرات
كسوة الكعبة جزء لا يتجزأ من تاريخ الكعبة نفسها، وكسوة الكعبة تتكون من حريرٍ أسود منقوشًا عليه آيات من القرآن الكريم بماء الذهب وتتكون الكسوة من أربعة قطع متوزّعةً على أوجه الكعبة وهناك قطعة خامسة وهي ستارةً توضع على باب الكعبة حيث يشرف على عملها وصياغتها مصنع كسوة الكعبة المشرفة الواقع في وسط مكة المكرمة، و تكسى الكعبة كل سنةٍ مرةً واحدة، وتستبدل ثيابها بثيابٍ جديدة، ويكون موعد تغيير الكسوة أثناء فريضة الحج بعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات.
يقع الباب في الجهة الشرقية من الكعبة المشرفة، حيث يرتفع عن الأرض من الشاذروان 222 سم، ويبلغ طوله 318 سم، ويبلغ عرضه 171 سم، وبعمقٍ يقارب نصف متر، سابقًا كان هناك فتحة في الكعبة المشرفة للدخول إليها ثم بعد ذلك صنع لها بابًا وهذا الباب له تاريخ طويل وتم تغييره عدة مرات. حيث أمر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيّب الله ثراه في عام 1363هـ بتركيب باب للكعبة، وصُنع حينها من الألومنيوم بسمك 2.5 سم وارتفاع 3.10 سم، وتم تدعيمه بقضبان من الحديد، ثم تمت تغطية الوجه الخارجي للباب بألواح من الفضة مطلية بالذهب، أيضًا زيّن الباب بأسماء الله الحسنى. ثم في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله تم تغيير الباب وأمر بصنع الباب من الذهب الخالص وهو الشكل الموجود حاليًا. باب الكعبة، وبعد أن كان لوقت طويل يفتح بشكل غير منتظم، مما كان له أضرار ومخاطر على حياة الناس جراء التزاحم عليه، اقتضت الضرورة بأن يفتح مرتين في العام فقط، أما المرة الأولى فهي في شهر شعبان لغسل الكعبة، والثانية في أول ذي الحجة لغسلها أيضاً ولتعليق كسوتها الجديدة.
هو الجزء الموجود على سطح الكعبة في الجهة الشمالية، والممتد نحو الحِجْر، والذي يختص بتصريف المياه المتجمعة على سطح الكعبة عند سقوط الأمطار أو غسل سطح الكعبة. أول من وضع ميزابًا للكعبة المشرفة ليكون سقفًا لها هم قوم قريش، حيث يبلغ طوله 258 سم، وعرضه 26 سم، وارتفاع كل من جانبيه 23 سم، ودخوله في جدار السطح 58 سم. صنع من الذهب الخالص، مبطنًا من الداخل بالفضة الخالصة السميكة، يعني أن الذهب محيط بالفضة من بطنه وجانبيه. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، تم استبدال الميزاب القديم لسطح الكعبة المشرفة بآخر جديد أقوى وأمتن بمواصفات الميزاب القديم نفسها.
28º C
Makkah Al Mukarramah
Sunny